الخدم والفتيان والفتيات
الخدم والفتيان والفتيات
تستعمل الكلمات بمعانى مختلفة فى كتاب الله وفى حياتنا وكلمة الخدم وهم من يعملون على قضاء حوائج مخدوميهم تطلق أحيانا على إنسان حر كما تطلق على فتى أو أمة من ملك اليمين
الخدم إذا على نوعين :
الأول :
الخدم الأحرار وهم من يعملون مقابل أجر والملاحظ أن الأجر قد يكون متفق عليه وقد لا يكون متفق عليه
فمن أمثلة الواقع الذى نحياه مثلا بواب العمارة الذى يحرسها ويعرف الداخل والطالع يقرر أهل العمارة له مرتب يسهم كل ساكن أو مالك فيها بنسيبة معينة قد تكون مساوية وقد لا تكون
وهذا البواب يعمل أعمالا أخرى لأهل العمارة فمثلا قد يطلبون منه التسوق لهم ويعطونه فى كل مرة مبلغ ليس ثابتا
وفى كتاب الله قد يكون المثال هو فتى موسى(ص) ولم يرد فى القصة أنه كان ملك يمين موسى (ص)أو حتى حر وطالما لم يذكر لا هذا ولا ذاك فيجب اعتباره حرا يقوم باتباع الرجل
وفى القصة نجد موسى(ص) يطلب منه اعداد الغداء حيث قال سبحانه :
"فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله فى البحر سربا فلما جاوزا قال لفتاه ائتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا"
كما نجد أنه أوكل له حراسة الطعام حيث قال سبحانه :
"قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله فى البحر عجبا"
وهذا النوع من الناس توجدهم أنظمة لا تطيع أمر الله فلا وجود للخدم فى دولة العدل فالرجال ليس وظيفتهم حراسة الدور ولا التسوق
بالطبع نظام العمارات هو نظام غبى منقول من بلاد الغرب أوجده نظام يقوم على وجود ملاك ومستأجرين للشقق أو البيوت بينما فى الإسلام يجب أن يكون لكل رجل بيت ملكه
ونظام العمارات نظام غبى أمنيا لأنه يشكل خطرا داهما فى أثناء الحروب فقنبلة أو صاروخ يرمى متعمدا أو بخطأ يتسبب فى موت العشرات والمئات ولعل ما تقوم به إسرائيل حاليا يدل على الكم الهائل من الضحايا بسبب السكن فى عمارات متعددة الطوابق
وهذ النظام غبى صحيا لأنه لا يراعى صحة البشر فتجد العواجيز وذوى الاعاقات يسكنون حسب الظروف فى أدوار عليا وهم لا يقدرون على صعود ونزول السلالم وهو ما يشكل معضلة لهم تؤدى بها فى الغالب إلى ملا زمة الشقق وعدم النزول إلا فى الحالات الاضطرارية ومن ثم تتسبب لهم العمارات فى الغالب فى ازدياد أوزانهم نتيجة قلة الحركة
وهذا النظام غبى أيضا من حيث التكاليف عندما يتم تركيب مصعد
ومن ثم يجب العودة إلى نظام الدور الأفقية ببناء بلدات جديدة وليس ببناء العمارات التى تتسبب فى ازمات سكانية وبالتالى زحام مرورى ومشاكل فى تنقل التلاميذ بين المدارس والكليات وبالتالى عدم كفاية المؤسسات كالمشافى والمدارس لسد احتياجات هؤلاء المتزاحمين
وهذا النظام غبى كما سبق القول لأن يجعل أغلب النساء تلازم الشقق ولا تنزل منها إلا لأمور اضطرارية كحضور عزاء أو عرس أو سبوع ومن ثم يتسبب فى تدهور صحى نتيجة قلة الحركة فى تلك الشقق إما من خلال السمنة أو من خلال عدم وجود لياقة بدنية لديهن
الخدم الأحرار والحرات فى المجتمعات الحالية يتم صرف الرجال منهم عن العمل الوظيفى فى المشى فى مناكب الأرض وأما الخادمة الحرة سواء طباخة أو منظفة أو جليسة أطفال.. فتترك بيتها وأولادها لخدمة بيت وأولاد أخرين وهو ما يؤثر بالضرورة على تربية للأولاد فلا أب موجود ولا أم موجود لرعايتهم
وبالتالى وجود الخدم فى المجتمع دوما ما يتسبب فى مشاكل للمجتمع من خلال ترك تربية البعض أو من خلال الدلع لأولاد المخدومين الذين لا يقدرون على مواجهة ظروف الحياة إذا افتقر أهلهم أو واجهوا الذين تركوا من غير تربية بالاضافة إلى أمور أخرى
النوع الثانى من الخدم وهو نوع جاء رسالة الإسلام الأخيرة وهم موجودين فى مجتمعات الكفر هم :
ملك اليمين
وهم الإماء والعباد أو العبيد الذين تم اختطافهم أو أسرهم فى الحروب أو تم شراءهم من أسواق النخاسة
بالطبع عالج الإسلام المشكلة منذ البداية باعتبار ملك اليمين جريمة يجب محوها من المجتمعات باعتبارها عذاب سوء وهذا هو ما وصف به استعباد قوم فرعون لرجال ونساء بنى إسرائيل وقتلهم أطفالهم حيث قال سبحانه:
"وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
وطالب المجتمعات بالاحسان لملك اليمين حيث قال :
"وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
وأما فى دولة المسلمين فقد أوجب الله التخلص من العبودية أو سيادة الإنسان على الإنسان بتخصيص جزء من الزكاة لعتق الرقاب فى المجتمع حيث قال سبحانه :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله"
بالطبع فرض على المسلمين فى المجتمعات الكافرة التى يعيشون فيها أحكام متعددة الغرض منها تنظيم العلاقة بين الطرفين
أولها حرمة جماع الأمة إلا بالزواج منها بعد استئذان أهلها حيث قال سبحانه :
"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف"
ثانيها استئذان ملك اليمين للدخول على الزوجين فى حجرتهم حيث قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض"
ثالثها اقتسام المالك المال ماله ومالهم الذى يأخذه منهم بينه وبينهم بالعدل فلا يجوز له أن يأخذ أكثر منهم حيث قال :
"ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فى ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم"
رابعها إباحة تحرر المملوك أو المملوكة من خلال المكاتبة وهى اعطاء المملوك أو المملوكة المال من عند المالك لكى يتاجر ويدفع ثمن تحرره وأوجب على المسلمين سرعة الشراء منهم للتحرر السريع وفى هذا قال سبحانه :
"والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وأتوهم من مال الله الذى أتاكم"
وعلاقة المالك بالمملوك هى :
علاقة مالية
والمقصود
أنه يجعل المملوك يعمل عنده أو عند غيره ويقوم هو بقبض أجره وينفق عليه كما ينفق على نفسه
وعلاقة المالك بالمملوكة هى :
علاقة انتفاعية
والمقصود :
ان المالك يقوم بتكليفها بعمل مالى فى بيته أو مؤسساته المالية فإذا كان فلاحا كلفها بالعمل فى الحقل أو بتربية الحيوانات أو ما شابه وإن كان لديه مصنع أو آلات للصناعة جعلها تعمل فى مصنعه
واحيانا يجعلها تقوم بالعناية بأولاده والطبخ والنظافة فى البيت
وفى المقابل عليه أن ينفق عليها
والنفقة تعنى احضار الضروريات للمملوك أو المملوكة وهو :
الطعام والشراب
السكن وهو حجرة فى البيت
الكسوة
العلاج
التعليم
الوظيفة
بالطبع تحرير العبيد فى الغرب لم يكن من أجل الحرية ذاتها وإنما من أجل الاستغلال الاقتصادى لهم فنظام العبودية يتطلب من الملاك الانفاق على العبيد فى كل الضروريات فمثلا لو مرض العبد فيجب علاجه بينما فى النظام الاقتصادى عندما يحرره ويجعل له اجر بخس فهو ليس مطالب بعلاجه
العبودية فى الغرب من أرادوا تعميم التحرر منها كان الغرض منه هو :
مص دماء الناس أكثر
عندما تعمل كحر فى الحقل أو فى المصنع مقابل أجر زهيد لم يكن من حقوقك ان يطعمك او يسكنك أو يعالجك أو يعلمك أو يكسوك صاحب العمل لأنك تأخذ الأجر لتنفق على نفسك
بالطبع الحقوق الحالية كالتأمين الصحى ووجبة الطعام فى بعض المؤسسات كالمصانع لم يكن لها وجود فى ذلك الزمن لأن الغرض من تحرير العبيد كان هو التخلص من نفقات أكلهم وشربهم واسكانهم وعلاجهم وتعليمهم باعطائهم أجر غير كافى لتلك الأمور
ومن ثم كسب المحررون أكثر مما خسروا والمعارك التى دارت كما يقول تاريخ الولايات المتحدة بسبب حركة تحرير العبيد كان هم ملاك الجنوب الأكبر الذى يريدون بقاء العبودية هو :
جماع الإماء فى الأساس
وقد نجح المحررون فى اكراه البعض من النساء المحررات على العمل كبغايا أو عرض جماعهن على المحررين لهم ليحصلوا على الطعام أو الكساء لهن ولأولادهن
لم يكن الغربيون ذوى نيات صالحة حسنة فى تحرير العبيد وإنما كانوا شياطين يأخذون ما أرادوا بمقابل زهيد
وهو نفس الأمر فى ما أسموه تحرير المرأة فالغرض من تلك الحركة التى بث سمومها الرجال أولا فى نفوس بعض النساء كان الغرض منها :
الخصول على أموال النساء من خلال المشاركة فى دفع نفقات البيت
الحصول على أعراض النساء من خلال عدم الزواج الشرعى بمقولة الحب والزواج المدنى بالمشاركة فبعد أن كان المهر واجبا حصلوا على الجماع بدون مقابل وبمقابل وجعلوا النساء عرايا فى الشوارع ومؤسسات العمل بما يلبسن من ملابس حجرات النوم فى الأماكن العامة تحت اسم التحرر فى اللباس وتحت اسم الحرية الشخصية وأصبحت تلك المجتمعات أكثر زنى وأكثر أولادا بدون عوائل
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|