كانت رحلة قاسية انتقصت من العمر شطرا أصبغته بلون العذاب وكسته بحلة الندم ... تجربة مرة ... أكسبتني إحساسا ... بمدى هواننا على الناس وكيف أن البشر دنيويو الطلب وكم هي الدنيا مرتعا لقساة القلوب عديمي الضمير والاحساس ومفلسي الأخلاق وأناني الرغبة عين تنام بملئ جفنيها تترقب غدا على مقاسها وعين تئن الجوع تتغذى من الوجع كون الرغيف لا يطاله البصر وكوب الماء يغترف من قذارة النهر ويمر الزمان كسحابة صيف عقيمة الرحم ويتخلى الصحب عن الركب لتجد راحلتك تسير في اتجاه اليأس العيون تلتهمك والألسن تلوكك وغبار الأحجيات يزيف حقيقتك نهر من الدماء وأشلاء الأبرياء وملك بالأرض استوى وقد يقولون لعنة من السماء ويصدقون التهمة .. لتصبح المذنب والمنبوذ والموبوء بدون قضاء ولا قضية ويتناسوا مشيئة القدر ما أقبح الافتراء وما أشقاني حين صدقت أخوة ودموع التماسيح وآمنت مكر الثعالب فقررت البعاد وسلكت للرحيل عنوان كان قرار الوحدة خلوة صياغة الذات رجولة ومعرفة الله حياة أبدية وبناء شخصية قوية هي بداية الطريق هي الأساس وما أجمل الاحساس حين تجدك آدميا لاتخاف في الله لومة لائم قرارك بيدك سيد نفسك النور عنوانك والفصاحة لغتك وقدر الله رضاك ويبدأ المشوار الجديد بقلب من جليد تذيبه رقة النفس وحلاوة اللسان وإخلاص العمل قربك من ربك يكسبك الاطمئنان ليصبح السجان وسياطه وكلاب الغابة وحلكة الليالي لعبة تتسلى بفك ألغازها لا تحيرك ... فالروح سلكت درب العاشقين وارتوت من هوى الآمنين فهانت الدنيا وأصبحت كبستان تعفنت ثمار أفنانه لتلفحك رائحة القذارة والسقم أحمدك يا من أنواره أشرقت ظلمة قلبي لأعشقك وأهواك قبل نفسي فتصبح ملاذ روحي وقبلتي في كل شيء فاللهم لك الحمد ولك الشكر أن هديتني إلى الطريق المستقيم
لا أدري أأنا ..
أم أنت ..
أم كل من على الأرض في العراء
كتبت لنا السعادة
أم علينا الشقاء
هي سنة من عاشوا ثم سكنوا الثرى
رحلوا عصاة أتقياء
أوجبابرة ...
ومن جعلوا الحب نتنفسه كالهواء
إن الحياة مآلها الفنى
أيها الربيب
المبتور من رحم العناء
كن يقضا ..
كن من أهل السماء
الحب وحده
يجمع القلوب يذهب الشقاء
الحب جنة
به ترقى حيث الرضى