غُرفة ..

من منا لا يملك غُرفة ؟ من منا لا يُحبها ؟
من منا لا يشعر بالأمان فيها ؟
غُرفٌ في المنازل كثيرة
وغُرفُ الفنادق فارهة مريحة
وهناك غرفٌ لا أحد يرتاح فيها
فـ قوانين الغرف تختلف
هناك شيئا فيها مختلف
ينقصها المشاعر التي فيها
فعلا غريب ..!
فـ هل للغرف مشاعر ؟
أو تحس كما نحس ؟
صدقوني , أنا مثلكم أصبت بالدهشة حينما أخبروني !
فــ هل خدعوني ؟ لا أدري
الغرفة مسكنٌ .. وليست أسمنت فقط
الغرفة مخبأٌ .. وليست أنوارٌ فقط
الغرفة عالمٌ .. وليست أسرةٌ فقط
الغرفة أسرارٌ .. وليست نوافذ فقط
الغُرفة لم تعد تلك الحيطان , بل كائن وكيان
هناك من يشتكي لها .. ومن يشتكي فيها
هناك من يضحك عليها .. وتبكي عليه
هناك من يحلم داخلها .. وتخرج إليه
في تلك الغرفة تَجلس
بينك وبين نفسك تجلس
بين نفسك ونفسك الآخر تجلس
بين شخصك وشخصه تجلس
بين حاجز الغرفة والجدران تجلس
أوقاتٌ مرت عليك فيها وأسعدتك
وأخرى حزينة أبكتك
وحدهاَ من عرفتك وفهمتك
أوقاتٌ يجلسون معك اشقاءك وأخوتك
ومرةٌ والدك .. وأجمل المرات أمــك
وتكون سعيدا حينما تجلس زوجتك معك
(وأنتي زوجكِ معك)
أحيانا تريد أن تكون فيها مُنعزل
لتكلم نفسك
تراجع ذاتك..تلوم ضميرك
تلملم شتاتك .. وتذرف دموعك
ولكن هل تشعر الغُرف حقا ؟
أم هي مجرد جماد لا أكثر ؟
ذلك السؤال يُسأل عنه صاحبها
أن كان حزينا أم سعيد
تعيسا أم مطمئن
شقيا أم صالح .. ظالما أو مظلوم
الغرفة لا تضر , وبالطبع لا تنفع
لا تشعر , ومن المؤكد لا تفهم
لا تبكي , وأيضا لا تضحك
فالمشكلة ليست في الغرفة إذا .. بل في صاحبها
فمهما ظللت تنادي أو تضحك أو تصيح أو تتحدث
فلن تسمع عدى صدى صوتك لا غير
وعن غرفتي قليلا دعوني أحدثكم ..!
فغرفتي ككل الغُرف
مثلها وليست مثلها ..مختلفة ولا تختلف
لا يميزها شيء .. وتمتاز عن غيرها بكل شيء
بابها مغلق , وأكثر الأوقات مُقفل
ليس بالمفتاح مغلق , فقط أمام الاخرين مُقفل

أعيش فيها ..أبكي فيها
أصيح على جروحي فيها
أتوب من ذنوبي فيها
أتحدث وحيدا كالمجنون فيها
أرتاح فيها..أسراري فيها
لا أنام فيها ..والأرق من سببً فيها
يدخلها الجميع ولا يدخل أحدً فيها
فيها أشعر بشيئا فيها
أضحك فيها
مللت منها وفيها
أشتكيت فيها
أخرجُ وأرجعُ فيها..ليتني طوال الوقت فيها
تلك غرفتي !
- ما هي غُرفكم ؟
- هل تشبه غرفتي أم على النقيض تختلف ؟

لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل