طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

طلحة الخير: أحد العشرة المبشرين بالجنة (تاريخ ونسب)

أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين عينهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لاختيار الخليفة من بعده، وثاني رجل بايع رسول الله صلّ الله عليه وسلم بعد أبي بكر الصّدّيق، فمن هو الذي وصفه رسول الله صلّ الله عليه وسلم بشهيدٍ يمشي على وجه الأرض؟
وما سبب هذا الوصف من الصادق الأمين صلّ الله عليه وسلم ؟

وماهي مناقبه؟

معلومات قيّمة نقدمها لكم في هذه المقالة.

من هو طلحة بن عبيد الله؟

أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي.

ويدعى بـ (طلحة الخير) و (طلحة الفياض) و (طلحة الجود أو الجواد).

ولد قبل بعثة النبي بـ (15) سنة، في مكة المكرمة، وعمل بالتجارة، فكان يذهب إلى الشام لشراء البضائع، ويعود بها إلى مكة لبيعها في أسواق مكة.

قصة إسلام طلحة بن عبيد الله

يروي طلحة قصة إسلامه فيقول: كنت مرة في سوق بصرى، فسمعت راهباً يسأل عن أي رجل قادم من أرض الحرم، فقلت أنا من أرض الحرم، فقال: (هل خرج أحمد؟)، قلت: ومن أحمد؟ قال: (ابن عبد الله بن عبد المطلب، آخر الأنبياء، فهذا شهر خروجه، وإنه يبعث في أرض الحرم، ويهاجر إلى نَخلٍ وحَرّةٍ وسِباخ، فإياك أن يسبقك أحد بالإيمان به).

فعدت إلى مكة فسألت هل حدث شيء في غيبتي؟ فقالوا: نعم محمد بن عبد الله الأمين قد تنبأ، وتبعه ابن أبي قحافة، فذهبت إلى أبي بكرٍ فسألته: أتبعت هذا الرجل؟ قال: (نعم فانطلق إليه فاتّبِعهُ)، فانطلقت ودخلت على رسول الله فبايعته وقصصت له قصة راهب بصرى، فَسُرّ رسول الله صلّ الله عليه وسلم
صلّ الله عليه وسلم ) [الطبقات الكبرى – 3435].

طلحة الخير ومكانته في الإسلام
إنّ لطلحة الخير مكانةً عظيمة في الإسلام، ولو لم يكن غير أنّ رسول الله صلّ الله عليه وسلم مات وهو عنه راضٍ لكفته، فكيف إن كانت له مناقب كثيرة منها:

بشارة النبي له بالشهادة

كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يوماً على جبل حراء، معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحرك الجبل، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (أسكن حراء فما عليك إلا نبِيّ أو صدّيق أو شهيد) [مسلم – 2417].

وفي غزوة أحدٍ رأى منه رسول الله صلّ الله عليه وسلم التفاني في حماية النبي الكريم، ولو كان فيه إزهاق روحه، فأعطاه رسول الله صلّ الله عليه وسلم شهادة خالدة بقوله: (مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى شَهيدٍ يمشي على وَجهِ الأرضِ فلينظُر إلى طَلحةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ) [الترمذي – 3739] و [ابن ماجه – 125].

سبب تسميته طلحة الخير – الفياض – الجود
طلحة الفياض:

لقب اكتسبه طلحة بن عبيد الله لأنه نحر جزوراً، وحفر بئراَ يوم ذي قرد، فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم : (يا طلحة الفياض). [المستدرك على الصحيحين – 5711].

طلحة الخير:

لقب اكتسبه يوم أحدٍ، يقول: “سماني رسول الله صلّ الله عليه وسلم يوم أحدٍ طلحة الخير” [المستدرك على الصحيحين – 5712].

طلحة الجود

لقب اكتسبه يوم خيبر، يقول: “سماني رسول الله صلّ الله عليه وسلم يوم خيبر طلحة الجود” [المستدرك على الصحيحين – 5712].

جار النبي في الدنيا وفي الجنة

يذكر طلحة محبة النبي صلّ الله عليه وسلم له فيقول: “كان النبي صلّ الله عليه وسلم إذا رآني قال: (سلفي في الدنيا وسلفي في الآخرة)” [الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة – 849]

طلحة بن عبيد الله وعهد الخلفاء الراشدين

بعد وفاة رسول الله صلّ الله عليه وسلم بقي طلحة في خدمة خليفة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فكان نعم الناصح، ومات أبو بكرٍ وهو عنه راضٍ.

فلما ولي الخلافة عمر بن الخطاب، كان طلحة تحت لواءه، فلما أصيب عمر في آخر حياته، كان طلحة ضمن مجلس الشورى الذي اختاره عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة بعده، معللاً اختيار هؤلاء الصحابة الستة بأن النبي مات وهو راض عنهم.

وفي عهد عثمان رضي الله عنه كان نعم المعين، فلما حدثت الفتنة اعتزلها.
ثم بايع علياً بالخلافة طيبةً بها نفسه، إلا أنّه كان له رأي في ضرورة الاقتصاص من قتلة عثمان على الفور، فخرج مع ابن الزبير لأخذ الثأر من قتلة عثمان،

فاجتمعا بجيش أمير المؤمنين فكانت موقعة الجمل، إلا أنه لم يكن معترضاً على خلافة عليّ كرم الله وجهه، وقد عاد هو والزبير عن موقفهما قبل بدء المعركة، لكنّ أصحاب النفوس الضعيفة أشعلوا الحرب بين الفريقين،

وكان الذي قدّره الله من القتال، وفي هذه المعركة كتب الله الشهادة لطلحة رضي الله عنه.

أقوال الصحابة حول طلحة بن عبيد الله

خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه

كان أبو بكرٍ رضي الله عنه إذا ذكر يوم أحدٍ يقول: (ذلك اليوم كله يوم طلحة)، اعترافاً من خليفة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ببطولات طلحة، وتفانيه في حماية رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ودفع المشركين عنه.

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وصف سيدنا عمر بن الخطاب طلحة رضي الله عنه بصفة عظيمة جداً فقال: (توفي رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو راضٍ عن طلحة)، وأي صفةٍ أعظم من رضا رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن واحد من صحابته الكرام.

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

كان علي كرّم الله وجهه ينظر إلى شهداء معركة الجمل، ثم صلى عليهم جميعاً (من كان معه أو ضده)، فلما انتهى من دفن طلحة والزبير رضي الله عنهما، وقف على قبريهما يودعهما ويقول: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله بحقهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر-47].

وقال أيضاً: سمعت أذناي هاتان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول: (طلحة والزبير جاراي في الجنة) [المستدرك على الصحيحين – 5666].

روايات شهامته وشجاعته في المعارك
غزوة بدر

هاجر طلحة الخير إلى المدينة المنورة، وشهد مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم الغزوات كلها إلا غزوة بدر، وذلك أنّ النبي صلّ الله عليه وسلم كان قد بعثه مع سعيد بن زيد ليعرفا خبر العير، كان ذلك قبل أن يخرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم من المدينة المنورة، فلم يرجعا إلا بعد انتهاء غزوة بدر، فضرب لهما رسول الله صلّ الله عليه وسلم سهمهما وأجرهما في بدر.

في غزوة أحد:

أبلى طلحة في غزوة أحد بلاءاً عظيماً، وكان ممن بايع رسول الله صلّ الله عليه وسلم على الموت، وقام على حماية النبي صلّ الله عليه وسلم من الكفار، حتى أصيبت يده وقطعت أصابعه، وهو يتقي بيده الضربات عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وفي ذلك اليوم لم يثبت إلا طلحة وسعد وبعض الصحابة حول رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فبشرهما النبي صلّ الله عليه وسلم بأنهما أوجبا لهما الجنة.

لحق بعض المشركين برسول الله صلّ الله عليه وسلم ، والنبي معه (11) رجلاً من الأنصار ومعهم طلحة، فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : (من للقوم؟) فقال طلحة: أنا، فقال النبي: (كما أنت)، فقال رجل من الأنصار: أنا، فخرج إليهم فقاتل قتال الأبطال حتى قُتل.


ثم التفت النبي فرأى المشركين فقال: (من للقوم؟) فقال طلحة: أنا، فقال النبي:

(كما أنت)، فقال رجل من الأنصار: أنا، فخرج إليهم فقاتل قتال الأبطال حتى قُتل، ولازال رسول الله يلتفت ويقول من للقوم حتى استشهد الأنصار ولم يبقً إلا طلحة، فخرج إليهم فقاتل قتال الأحد عشر الذين قبله، وأصيب بطعنات وضربات سيوف، حتى قطعت أصابعه، فقال: حًسِّ <كلمة تقال عند الألم>، فقال له النبي:

(لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون) [النسائي – 3149] ثم رد الله المشركين خائبين.

المصادر والمراجع:

البداية والنهاية للحافظ ابن كثير

الدرر السنية

شذرات الذهب في أخبار من ذهب

الطبقات الكبرى لابن سعد – ط الخانجي

قصة الإسلام .....

-


سلمت أناملك على الطرح المميّز
ويعطيك العافية على المجهود المبذول
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الود