كيف نتقي سخط الله
دائمًا ما تدعو في صلاتك (أعوذ برضاك من سخطك)، لكن كيف بالفعل نتقي سخط الله علينا؟.. الإجابة في السؤال، وهي بالتقوى، فالتقوى أي الوقاية، ولا وقاية أقوى من أن أتقيك بك لا بغيرك يا الله، وهل يقوى مخلوق على خالقه ، وهل تمنع صفاتي صفاته ، فلا مرد لإرادته إن أرادك ، فأي طاعة مخلوقة هذه التي تمنع سخطه عليّ ، وأي معصية مخلوقة هذه التي تمنع رضاه عني، فأعوذ بجمالك من جلالك وأي استعاذة بغيرك تنافي كمالك.
إذن علينا أن نحذر سخط الله دائمًا، ولما لا وهو الذي قال في كتابه الكريم: «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ » (الأنعام: 65).
على كل مؤمن ألا يأمن مكر الله، وذلك إنما يأتي بتقوى الله والبعد عن كل ما يغضبه، فالله يحذر العبد مرة أو اثنتين، فيمنحه الفرصة للتوبة، لكن إن أخذه كان أخذه أليم شديد والعياذ بالله، قال تعالى يوضح ذلك: «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ » (النحل: 45 - 47).
فإياك أن تكون عزيزي المسلم كآل فرعون، كذبوا نبيهم موسى عليه السلام، فكانت النتيجة أن برأه الله منهم، ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، قال تعالى: «كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ » (آل عمران: 12).
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"، فمتى الإنابة والعودة إلى الله ليرفع عنا كل هذه الابتلاءات؟، والمخيف في الأمر هو أن العقوبة إذا حلت شملت الجميع ووقعت على الكل إلا من رحم الله.
وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم فيكون هلاك الصالحين في البلاء هو موعد آجالهم، ثم يبعثون على نياتهم»، فإذا أسرف الناس في الظلم والفجور والشذوذ نزل بهم عذاب الله وغضبه، ومن ثم كانت النتيجة كارثية.
قال تعالى: «فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ » (العنكبوت: 40)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|